نشرت صحيفة «السفير» عدداً من التحقيقات التي سلطت الضوء على أوضاع أهالي وطلاب ومعلمي بعض المدارس الرسمية في مناطق الهرمل وراشيا بعد تطبيق وزارة التربية قرار الوزير حسن منيمنة القاضي بدمج وإقفال عدد من المدارس الرسمية في تلك المناطق.
ففي الهرمل، تسبب هذا القرار المتأخر بدمج واقفال مدارس كل من بريصا، والحميرة، وزغرين الفوقا، وزغرين التحتا، والسويسة، ومراح العين، وجرود الهرمل، وبديتا والمنصورة وتل مسعود بإرباك إدارات الكثير من المدارس لجهة التكيف مع القرار ونتائجه الايجابية والسلبية. وأضافت «السفير» أن التدقيق الاولي في اعداد المدارس المقفلة في القضاء أظهر مدى التدهور المتسارع في مستوى وإنتاجية المدرسة الرسمية في مرحلة التعليم الأساسي، ونسبة النزوح الى المدن من المناطق الريفية وعلى رأسها منطقة الهرمل التي تكاد الكثير من القرى المحيطة بها تفرغ من سكانها، ناهيك عن المعاناة التي لا بد أن يتكبدها الاطفال عند انتقالهم الى المدارس الجديدة في ظل أوضاع معيشية مأساوية لذويهم وطبيعة جبلية قاسية خلال فصل الشتاء.
أما الوضع في راشيا فلا يبدو أفضل، في ظل اقفال المدارس الرسمية في عدد من القرى، منها عين عطا، وعين حرشا، بيت لهيا، وعيثا الفخار، وراشيا، وخربة روحا، وكفرمشكي، حيث تسود أيضاً حالة من الإرباك والعجز في أوساط أولياء أمور التلامذة وأفراد الهيئات التعليمية في المدارس المقفلة. وفي ظل هذا الضغط، تضيف الصحيفة أن قطار العام الدراسي انطلق باكراً، وبقي الأهالي محاصرين وحائرين في أمرهم: فهم، من جهة، عاجزون عن نقل أولادهم إلى المدارس الخاصة المرتفعة الأقساط بسبب الأوضاع الاقتصادية الضاغطة. ومن جهة أخرى، تراهم محجمين عن تسجيل أولادهم في مدارس رسمية تقع خارج قراهم وبلداتهم، إذ يتطلب منهم ذلك دفع بدلات نقل مرتفعة، كما يتوجب عليهم الارتضاء بـ«نقل» أولادهم في ظروف الطقس القاسية في الشتاء. (السفير 22 ايلول 2010)