الحاكم والمصارف يتقاذفان مسؤولية تضيق الخناق على المودعين/ات

تناقلت الصحف خبراً مفاده ان حاكم المصرف المركزي، رياض سلامة، اصدر تعميما جديدا، حدد من خلاله سقوف سحوبات المصارف من حسابها الجاري لدى المركزي بالليرة اللبنانية، مضيفة ان المصارف بدأت بتطبيقه منذ اكثر من شهر، وذلك من خلال فرض سقوفات على سحوبات المودعين/ات بالليرة اللبنانية (من الصندوق او من صرافات السحب الالي)، وصلت، بحسب صحيفتي النهار والاخبار، الى مليوني ليرة لبنانية بالشهر. تفاعل الموضوع في الايام الاخيرة على وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مما استدعى يوم اول امس ردا توضيحيا من الحاكم سلامة، نفى فيه الخبر، موضحا "ان التعميم يُحدّد السقف الأعلى للسحوبات ممّا يُسمّى «الحساب الجاري» ويتفاوت بحسب حجم رأسمال المصرف، وعند تخطي السقوف تحتسب اللاموال المطلوبة من حسابات المصارف المجمدة لدى مصرف لبنان، ولذلك ليس هناك أي سقف للمبالغ الممكن سحبها من مصرف لبنان"، مضيفا قائلا "عندها يكون مصدر التمويل لهذه السيولة مختلفاً، ما يعني أنّه ممكن أن يتمّ السحب من الحساب الجاري لحدّ سقف معيّن، وما يفوق هذا السقف من شهادات إيداع أو من الودائع لأجل". تعليقا على تصريح الحاكم، اعتبرت صحيفة الاخبار ان المركزي يستخدم في بياناته تعابيراً معقدة لبلبلة المودعين/ات، وانه في نفيه حاول التنصل من المسؤولية عبر القائها على المصارف، كذلك فعلت المصارف التي حملت الحاكم سلامة يوم امس مسؤولية اجراءاتها الجديدة، داعية بعد اجتماع عقدته مع سلامة، الزبائن الى تفهم مبررات الاجراءات التي اتخذتها، كاشفة انه جرى التوافق مع الحاكم على عدد من الامور ابرزها:1) تأكيد أن هذا النوع من التدابير هو إجراء موقّت تلجأ اليه المصارف المركزية في العالم لمكافحة التضخم والارتفاع المفرط في أسعار السلع والخدمات، 2) تأمين ما يحتاج إليه السوق اللبناني وزبائن المصارف من السيولة، من دون أن تكون الأخيرة محصورة بالسيولة النقدية، 3) تحفيز المواطنين وزبائن المصارف على استعمال مختلف أدوات الدفع الأخرى المتاحة لهم عبر النظام المصرفي، كبطاقات الائتمان والشيكات والتحاويل المصرفية.
في تفسيره لتعميم الحاكم المصرفي، اكد كل من الخبير المالي والاقتصادي، غسان العياش، والخبير المصرفي، نسيب غبريل، ان التعميم سببه الضغط على نمو الكتلة النقدية بالليرة للحد من صعود معدل التضخم، والسعي لتخفيف الطلب على العملات الاجنبية لدى الصرافين، بينما في المقابل، رأى الخبير المالي، دان قزي، انه بعد أشهر من دفع التضخّم إلى أعلى مستوياته، قرّر مصرف لبنان تعديل استراتيجيته وامتصاص الليرة من السوق، لافتا الى ان الإجراء سيخنق الاقتصاد وسيؤدّي إلى انكماش القدرة الشرائية. بدورها، اعتبرت صحيفة الاخبار ان ذلك القرار سيؤثر بقوة على في قدرة المواطنين/ات على تأمين احتياجاتهم/ن، متسائلة كيف تتمكّن عائلة مُكونة من أربعة أفراد، بمليون أو مليونَي أو ثلاثة ملايين ليرة لبنانية شهرياً، من دفع الإيجار أو قسط المنزل، تأمين الحاجات الأساسية، دفع أقساط المدارس، وشراء الأدوية؟. (الاخبار 15 تشرين الاول 2020)

اخبار سابقة ذات صلة:
الحاكم المصرفي: احتياطي مصرف لبنان يتيح الدعم لثلاثة اشهر لكن الازمة وراءنا (!)
https://lkdg.org/node/19701
القطاع المصرفي اللبناني في ازمة عميقة والخسائر ستصيب المودعين/ات
https://lkdg.org/node/19659
بحسب الصندوق الدولي، الهندسات المالية من أسباب تراكم الخسائر، وباريس تجترح الحلول
https://lkdg.org/ar/node/19644
زمة المصارف: زيادة رأس المال او الخروج من السوق، لا عودة كبيرة للاموال المهربة للخارج
https://lkdg.org/ar/node/19612
الخدمات المصرفية: توقيف بطاقات الائتمان بالدولار، مقاطعة مصرفية للبنان...
https://lkdg.org/node/19510
المصارف تخفّض مجدداً سقف السحوبات بالدولار!
https://lkdg.org/node/19200
اخبار سابقة ذات صلة:
الحاكم المصرفي: احتياطي مصرف لبنان يتيح الدعم لثلاثة اشهر لكن الازمة وراءنا (!)
https://lkdg.org/node/19701
القطاع المصرفي اللبناني في ازمة عميقة والخسائر ستصيب المودعين/ات
https://lkdg.org/node/19659
بحسب الصندوق الدولي، الهندسات المالية من أسباب تراكم الخسائر، وباريس تجترح الحلول
https://lkdg.org/ar/node/19644
زمة المصارف: زيادة رأس المال او الخروج من السوق، لا عودة كبيرة للاموال المهربة للخارج
https://lkdg.org/ar/node/19612
الخدمات المصرفية: توقيف بطاقات الائتمان بالدولار، مقاطعة مصرفية للبنان...
https://lkdg.org/node/19510
المصارف تخفّض مجدداً سقف السحوبات بالدولار!
https://lkdg.org/node/19200