قدّرت مؤسسة "شاهد" الفلسطينية لحقوق الإنسان عدد العمال الفلسطينيين في لبنان بـ 75 ألفاً، ينشطون مبدئياً في مجالات الأعمال اليدوية اليومية، في موازاة معدل بطالة مرتفع يتجاوز 35 %، ويزيد عن 65 % في مخيم عين الحلوة.
وأضافت "شاهد" أن العمال الفلسطينيين في لبنان ثلاث فئات: الأولى محدودة وتتميز بالثراء ومنخرطة في حركة الاقتصاد اللبناني، حيث تمكّن قسم كبير منها من الحصول على الجنسية اللبنانية منذ ما قبل عام 1975.
الثانية، متوسطة الحال من أصحاب الخبرات المهنية والتعليمية، بدأت بترك لبنان منذ خمسينات القرن الفائت بعدما سدت في وجهها إمكانات العمل وتوجهت الى أوروبا وأميركا والخليج العربي حيث استوطنت هناك، وتضاف الى هذه الفئة شريحة الأطباء والمهندسين والمحامين .
أما الفئة الثالثة فهي الأكبر حجماً وتشكل الشريحة الأساسية، وتضم اليد العاملة الرخيصة في الأعمال الموسمية واليومية الشاقة. ويتقاضون أجورا زهيدة، حيث يبلغ معدلها عشرة دولارات يومياً ينفق معظمها على الطعام واللباس.
ويضاف إلى هذه القوة العاملة، كتلة أخرى تتمثل في عمالة الأولاد (10 - 14 سنة) وهي ظاهرة مرتبطة بالفقر المدقع المتفشي في المخيمات حيث يضطر الأولاد الى العمل في محطات الوقود وفي الأعمال الوضيعة التي تتجاوز أحيانا قدراتهم الجسدية من اجل مساعدة أهاليهم على مواجهة مشقات الحياة وتكاليفها . وفي كل الأحوال تشير التقديرات إلى ان معدل الدخل الشهري للعائلة الفلسطينية المؤلفة من ستة أفراد لا يتجاوز 450 ألف ليرة لبنانية، أي أقل من الحد الأدنى للأجور.
وفي السياق نفسه، بينت دراسة أعدتها "اليونيسيف" عن موضوع الأولاد الفلسطينيين العاملين ان 6،1 % من الأولاد الذين تتراوح اعمارهم ما بين 7 و 17 سنة يعملون، وهم يشكلون نسبة 38 % منهم من مجمل الطلاب المتسربين من المدارس. (النهار 26 آب2010)